“مؤتمر أبوظبي للإنسانيات الرقمية “ضاد
DHAD تجسد الحروف الإنجليزية المختصرة لاسم “مؤتمر أبوظبي للإنسانيات الرقمية” كلمة
أو حرف “ضاد” بالعربية، وذلك في ربطٍ بديع يعكس تميز اللغة العربية وبلاغة معانيها، ويؤكد على رمزية لغة “الضاد” للتعبير عن الجماليات والتحديات في اللغة العربية، التي نستلهم منها في هذا المؤتمر جوانب الابتكار في مواجهة التحديات البحثية الجديدة لدراسة ماضينا باستخدام منهجيات “الإنسانيات الرقمية” وأساليب وطرق التكنولوجيا الحديثة.
ما هي الإنسانيات الرقمية؟
(humanités numériques / digital humanities)
الإنسانيات الرقمية هي ترجمة للمصطلح الإنجليزي والمصطلح الفرنسي حيث يبدو أن التسمية العربية لهذا المصطلح ظهرت للمرة الأولى في عام 2010 على أيدي مجموعة من المستشرقين العاملين في فرنسا الذين قاموا بترجمة أول بيان الإنسانيات الرقمية والذين أرادو للمصطلح الجديد أن يشير للأدب أو العلوم الإنسانية.
واليوم بات هذا المصطلح مستخدماً في مختلف الجامعات حول العالم، ليس بهدف عكس ما تعانيه الحالة البشرية بعد المنعطف الرقمي، بل للإعلان عن تجديد وتحديث عاداتنا البحثية القديمة ضمن المجالات الأدبية في مجتمعنا الرقمي الحالي. وبالرغم من الحداثة النوعية لمصطلح “الإنسانيات الرقمية”، إلا أن أساتذة الأدب طالما حاولوا استخدام أجهزة الكمبيوتر لأكثر من سبعين عاماً للتمكن من فهم تعقيدات الماضي البشري.
إن موضوع “الإنسانيات الرقمية” موضوع متشعب تتنوع فيه المجالات والاتجاهات مثل، الأرشفة الرقمية، ورسم خرائط البيانات التفاعلية، والتحليل الحسابي للنصوص، ونمذجة القطع الأثرية بتقنيات الأبعاد الثلاثية، والفنون الرقمية، وتعريف البيانات، ورسم الخرائط الصوتية. ولذلك فإن العاملين في مجال “الإنسانيات الرقمية” أو لنطلق عليهم “الأدباء الرقميين”، يُبدون تقديراً كبيراً لممارسات الانفتاح والتعاون، وتعدد التخصصات المشتركة، والمشاركات العامة. كما يشجعون دوماً على استخدام أجهزة الكمبيوتر والتقنيات الحديثة بطرق إبداعية لفهم إنسانيتنا وموقعنا في التاريخ.
ويعتقد ممارسو “الإنسانيات الرقمية” بأن أجهزة الكمبيوتر تمثل فرصاً وتحديات لتدريس وتعلم الأدب في عصرنا الحالي، في حين يعتقد من يخالفونهم الرأي، بأنها تقنيات تقلل من نسبة القراءة والكتابة وتجعلنا مجتمعاً أقل تفكيراً. إن تقبل وانفتاح “الإنسانيين الرقميين” على التكنولوجيا لم يكن أمراً تلقائياً، بل كان نتيجة الاعتراف بكثرة الصعوبات والتحديات التي واجهتهم خلال استخدامهم للتكنولوجيا. ولذلك فإن “الإنسانيات الرقمية” تمثل فرصة مميزة لنا لإعادة النظر في العلاقة بين الجنس البشري والآلات التي تحيط بنا.
إن تبني مفهوم “الإنسانيات الرقمية” بدأ بالتزايد في العالم العربي، وذلك على الرغم من عدم وجود المصطلح المناسب، حتى وقت قريب، القادر على عكس شمولية التنوع والثراء الكبيرين لهذا المفهوم. ومن المتوقع أن يساهم إدراج هذا المصطلح الجديد في لغتنا العربية وغيره من المصطلحات المشابهة التي مازالت قيد الترجمة، بفاعلية في زيادة الإنتاج المعرفي لمجتمعاتنا العربية مع التركيز على تعزيز المعرفة ضمن السياقات الثقافية.
:المحاور البحثية للمؤتمر
- تكوين المعرفة الثقافية والاجتماعية في زمن عولمة التعليم الجامعي.
- الوسائط الإنسانية المتطورة في زمن الحوسبة، سواءً التي تركز أو لا تركز على النصوص.
- أهمية تفاعل “الإنسانيات الرقمية” مع المجتمع.
- التحديات والمخرجات البحثية لمجالات “الإنسانيات الرقمية” في اللغات وسياقات العالم العربي والمنطقة الآسيوية.
يجمع “مؤتمر أبوظبي للإنسانيات الرقمية” مجموعة من الخبراء والمتخصصين في مجالات وتطبيقات “الإنسانيات الرقمية”، ويضم محاضرات أكاديمية متخصصة، وجلسات حوار ونقاش متعددة، وورش تدريب عملية.